القائمة الرئيسية

الصفحات

اللهاية للرضع: الفوائد والأضرار وطريقة الفطام الصحيحة خطوة بخطوة



اللهاية أو (المصاصة , المُسَكِّتة , البزَّازة , الحلمة الصناعية) ليست مجرد قطعة سيليكون صغيرة تشغل الطفل… إنها واحدة من أكثر أدوات الأمومة جدلاً!

 فبعض الأمهات يعتبرنها (المنقذ السحري) لتهدئة الطفل، بينما يخشى البعض الآخر من أضرارها على الأسنان أو الرضاعة الطبيعية.

في هذا المقال، سنفصّل كل ما تحتاجين معرفته عن اللهاية: فوائدها، أضرارها، الوقت المناسب لاستخدامها، وطريقة الفطام منها بأمان، حتى تتخذي قرارك سواء باستخدامها أوالامتناع عنها بثقة ووعي.

صورة لطفل رضيع يضع اللهاية في فمه ويقوم بمصها
يمكنك استخدام اللهاية لتهدئة الطفل ولكن بحذر

ما هي اللهاية؟

اللهاية (Pacifier) هي قطعة صغيرة مصممة من السيليكون على شكل الحلمة ليقوم الطفل بمصّها للشعور بالراحة والهدوء. تتكون عادة من:

  • جزء يُوضع في فم الطفل مصنوع من سيليكون طبي أو مطاط.
  • قاعدة بلاستيكية تمنع الطفل من إدخالها بالكامل في فمه.
  • أحيانًا يوجد بها حلقة لتثبيتها أو تعليقها بسلسلة آمنة.

لماذا يحب الأطفال الرضع اللهاية؟

المصّ غريزة فطرية عند الطفل منذ وجوده في رحم أمه، فهو يشعره بالأمان، لذلك تلاحظين أن:

👈اللهاية تُهدّئ بكاء الطفل وتقلل من توتره.

👈تساعده على النوم بشكل أسرع.

👈تهدىء الطفل في مواقف غير مريحة، مثل زيارة الطبيب أو أثناء التطعيم.

فوائد اللهاية عند استخدامها بشكل سليم

عندما تُستخدم بحذر وتحت إشراف، يمكن أن تكون اللهاية أداة مفيدة جدًا:

1. تقليل خطر متلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS)

تشير بعض الدراسات إلى أن استخدام اللهاية أثناء النوم قد يقلل احتمالية حدوث الموت المفاجئ للرضع، لأن الطفل يظل في حالة تنفس منتظمة، ولا يدخل في نوم عميق جدًا.

2. تهدئة الطفل بدون إطعامه

في بعض الأحيان، يحتاج الطفل إلى المصّ فقط للراحة، وليس للجوع.
بدلًا من وضعه على الصدر في كل مرة، تساعد اللهاية الأم على تخفيف الإجهاد والحفاظ على توازن الرضاعة ومواعيدها.

3. تسهيل النوم في أماكن جديدة

اللهاية تمنح الطفل إحساسًا بالاستقرار، خصوصًا عند السفر أو في زيارات خارج المنزل.
4. مساعدة الطفل على التعامل مع الألم

خلال التطعيمات أو بعد السقوط أو المغص، يمكن أن تقلل اللهاية من الإحساس بالألم بفضل حركة المص المهدئة.

لكن هذا لا يعني أن اللهاية مناسبة دائمًا، فلكل راحة ثمن إن لم تُستخدم بالشكل الصحيح.

أضرار اللهاية عند سوء الاستخدام

رغم فوائد اللهاية، إلا أن الإفراط في استخدامها أو تقديمها في وقت غير مناسب قد يسبب مشكلات حقيقية.

أضرار اللهاية عند استخدامها بشكل مفرط

1. تأثيرها على الرضاعة الطبيعية

إذا قُدمت اللهاية قبل أن يتقن الطفل الرضاعة الطبيعية ، قد تُربكه بين حلمة الأم واللهاية، فيقلل من رضعاته، مما يؤثر على إدرار الحليب عند الأم وتقليل كميته.
لذلك أول شهر من عمر الطفل يحذر فيه استخدام اللهاية.

2. إضرار الأسنان والفك

الاستخدام المستمر بعد عمر السنتين قد يؤدي إلى:

* اعوجاج بسيط في الأسنان الأمامية.

* تغير في شكل الفك العلوي.

هذه المشاكل تزيد مع استمرار الاستخدام بعد سن الثالثة.

3. التهابات الأذن الوسطى

تشير بعض الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يستخدمون اللهاية بشكل دائم أكثر عرضة لالتهابات الأذن، بسبب تغير ضغط الهواء أثناء المصّ.


4. الاعتماد النفسي

قد يصبح الطفل مدمنًا على اللهاية، فلا يهدأ إلا بوجودها. وهنا تبدأ المعاناة أثناء محاولات الفطام.

صورة بها مجموعة من اللهايات بألوان مختلفة أحمر وأخضر وأصفر وأزرق
احرصي على اتباع معايير الجودة عند اختيار اللهاية لطفلك

نصائح اختيار واستخدام اللهاية

اللهاية ليست كلها سواء. اختاريها وفقًا للمعايير التالية:

💚الخامة:
استخدمي سيليكون طبي خالٍ من BPA (المواد البلاستيكية الضارة).

💚الحجم:
اختاري الحجم المناسب لعمر الطفل (تُكتب الفئة العمرية على العبوة).

💚التهوية:
تأكدي من وجود فتحات هواء في القاعدة لتقليل خطر الاختناق.

💚التنظيف:
اغلي اللهاية وعقّميها بانتظام، خصوصًا للأطفال دون 6 أشهر.

قواعد استخدام اللهاية بأمان

👈لا تدهنيها بالعسل أو السكر لأن ذلك يسبب خطرالإصابة بالتسوس والاختناق.

👈لا تجبري الطفل على أخذها إن رفضها.

👈استخدميها فقط بعد إرضاع الطفل جيدًا، وليس كبديل عن الطعام.

👈افحصيها بانتظام للتأكد من عدم وجود تشققات من الممكن أن تجرح لثة الرضيع.

👈لا تعلقيها بحبل طويل حول الرقبة لتجنب خطر الاختناق.


بدائل طبيعية للهاية تساعد على تهدئة الطفل

إذا كنتِ مترددة في استخدام اللهاية أو ترغبين في تقليل استعمالها تدريجيًا، هناك بدائل طبيعية كثيرة من الممكن أن تساعدك وتهديء طفلك بدون أن تسبب أضرار مستقبلية.

1. الرضاعة المهدئة 

يمكنك إرضاع الطفل قليلاً لتهدئته فقط وتوقفي عندما يهدأ ويكف عن البكاء. في بعض الأوقات هويبحث عن الاطمئنان خاصة إذا لم يكن يشعر بالجوع.

2. اللمس والاحتواء

الطفل الذي تحمله أمه كثيراً وتحضنه هو الأسعد والأكثر اطمئناناً وبالتالي ينمو بشكل سليم.

احتضانك لطفلك وملامستك المستمرة له تفرز عند الطفل هرمون الأوكسيتوسين، المعروف بهرمون السعادة خاصة عندما تلاعبينه وتتحدثين معه ستساعدين في تنمية مهاراته وتحفيزه على الكلام بمعدل أسرع.

بإمكانك استخدام "حمالة الأطفال" القماشية، التي تساعدك على ممارسة أنشطتك ومهامك وطفلك ملاصق لك.

3. الأصوات والأنغام

الأطفال ينجذبون بشدة للأصوات المتكررة الناعمة.

جرّبي تشغيل white noise (الضوضاء البيضاء) , أصوات المطر أو نبض القلب، لأنها تشبه الأصوات اللي كان يسمعها طفلك وهوجنين في بطنك، وهي أصوات مألوفة بالنسبة له ستجعله يهدأ وينصت لها.

من الممكن أيضاً أن تغني له أو تحكي له القصص قبل النوم، فصوتك بالنسباله هو الوطن الأول.

4. مصّ الإصبع

بعض الأطفال يمصون أصبع الإبهام بشكل متكرر، وهذا سلوك طبيعي في أول سنتين.
لكن إذا زاد عن اللزوم، يفضل توجيه الطفل تدريجيًا بعيدًا عنه بعد سن سنتين لتجنب تأثيره على الأسنان.

الفكرة ليست في المنع المطلق، بل المراقبة الهادئة والتدخل عند الحاجة.

5. روتين النوم الثابت

صنع روتين يومي متكرر للطفل مثل (حمام دافئ، تشغيل ضوء خافت، غناء بسيط أو حكاية قصة مصورة) قبل النوم ,يبرمج جسم الطفل على الراحة بدون الحاجة لأي أدوات تهدئة.

الروتين أهم من اللهاية نفسها لأنه يعزز إحساس الطفل بالأمان الداخلي.

نصائح إضافية للأم

قبل اتخاذ قرارك سواء بالاعتماد على اللهاية أو رفضها تمامًا، فكّري في هذه النقاط:

👈اللهاية لها مميزات وعيوب واعتمادك عليها في بعض الأوقات لا يشكل ضرراً في المطلق, ولا مانع من تجربتها لوقت قليل قبل اعتمادها كوسيلة لتهدئة الطفل.

👈إذا اعتمد طفلك علي اللهاية لدرجة تمنعه من الأكل أو النوم بدونها، لابد أن تتدخلي بلطف وتقللي استخدامها تدريجيًا.

كيف تفطمين طفلك من اللهاية؟

الفطام من اللهاية يحتاج صبرًا وهدوءًا. إليك خطوات عملية:

1- ابدئي بالتقليل التدريجي:

قللي عدد المرات يوميًا، خصوصًا في النهار.

2-استبدليها بالحب والاحتواء:

عوضيه بالحضن أو التربيت أو الغناء كما ذكرنا سابقاً.

3- اشركي الطفل في القرار:

بعد عمر السنتين، يمكن التحدث معه بلطف عن (وداع اللهاية) ويمكنك استخدام اليوتيوب في عرض فيديوهات لأطفال مثله يودعون اللهاية.

4- احتفلي بتركها:

بعض الأمهات يقدمن هدية رمزية للطفل عند تخلصه منها نهائيًا أو ربطها ببالون منفوخ بالهيليوم ليقوم الطفل بتركها ومشاهدتها تطير بعيداً.

أسئلة شائعة عن اللهاية

❓متى يمكن تقديم اللهاية للطفل؟

يُفضل عدم تقديمها قبل عمر شهر واحد حتى يرتبط بالرضاعة الطبيعية.

بعد ذلك، يمكن استخدامها عند الضرورة فقط وليس طوال اليوم.

ويُنصح بتجنبها إذا كان الطفل يعاني من مشاكل في قدرته على المصّ أو وزنه غير طبيعي.


❓هل اللهاية تسبب تأخر النطق؟

لا يوجد دليل علمي قوي على ذلك، لكن الاستخدام الزائد قد يقلل من فرص نطق الطفل لأنه مشغول دائمًا بفمه، لذلك يُفضل استخدامها باعتدال.

❓هل يمكن استخدامها أثناء النوم؟

نعم، بشرط أن تكون نظيفة ومناسبة للعمر، وبدون ربط  سلسلة بها لتجنب خطر الاختناق.

❓هل يمكن وضعها في الفريزر لتخفيف التسنين؟

لا، لأنها قد تتصلب وتؤذي لثة الطفل. استخدمي فقط حلقات التسنين المخصصة.

الخلاصة

اللهاية ليست عدوًا ولا منقذًا مطلقًا.
هي أداة يمكن أن تكون مفيدة لو استُخدمت بوعي، ومؤذية إن أُسيء استخدامها.
تذكّري أن كل طفل مختلف، وأن أفضل معيار هو راحة طفلك وراحتك أنتِ أيضًا.

تعليقات

محتوى المقالة